تم تحديث المقالة مؤخراً بتاريخ: 17 يونيو, 2018
قصيدة مرآة الواقع ~
كانت ولا زالت و سوف تظل تكسب في الرهان
سيظل عطرُ جمالها الخمري يَعبَقُ في المكان
بترابها برحيقها بغبارها بسمائها بشموسها
في كل شيءٍ في ثناياها ستبصِرُ جوهران
ستظل في دكن الليالي السود واهبة الحنان
في برد ليلتها الشهيدةِ سوف تشعل شمعتان
لتضيء للأطفال مسكنهم
و أخرى كي تُتممَ بالأمان !!
هل ظن زيرٌ آخرٌ أن الحقيقةَ لن تبان ؟!
هل ظن أن ثيابكِ الحمراء لون الدم
هل ظن أن ترابك الممزوج هذا الدم
هل ظن أن نحورنا ستلين اثر العنفوان !!
أمٌ لأطفالٍ تقطع من أناملها و تهرب من رؤاها دمعتان
لله درك كيف كابرتِ الجراح و وحدك يا أم بتِّ في المكان
كيف كان الليل ينام يا أماه دونك
كنتِ ساهرةً لريِّ صغيرك العطشان
كنت ساهرةً بغزل ثيابه ليعيش فرحاً
كنتِ تتلقيه في احضانك لينام باطمئنان
و حول حوض البيت آلاف العساكر يرهبون
لم تأمني يا أم من أي المناطق سوف تضرب ظهركِ السكين
لم تعلمي من اي بؤرة موقعٍ سيلوح نار المعتدين
لم تعلمي يا أُمنا ان كان موتك طاهراً
ام هل تلوثُ جسمك المبتل أيدي الغاصبين
و رغم هذا كان اذ يعلو الرصاص
تضمك كفك في حنانٍ ابنكِ المسكين
أيا بني إنه حفلٌ صغيرٌ ليس الا
يا بني أراكَ رجلاً
والرجال دموعهم في العين ابداً لا تبين
أماه اين ابي ليحمينا من الجيش اللعين
اماه اين ابي أيا اماه من هذا الذي بتنا به متورطين
سكتت وخجلت وقتها أماه من هذا السؤال
و طأطأت هاماتها و تنهدت في جوفها الأهوال
في بالها ألف اعترافٍ ليس فيها ما يُقال
هل تقول لابنها ما كان ام تبقى تعاني في الليال
هل تقول له أباك أيا بني ديوث !!
هل تقول له بأن أباه ليس من الرجال
كظمت بُكاها ثم ذرفت دمعةً فتحت لها باب البكاء
اباك اغمض عينه عنا بدون حياء
في مجلس الدول اللعينة سوف تبصرُه مع الغرباء
ستراه حول الكون يبحث عن نقودٍ بإسمنا
و لن ننال سوا العناء
بينما هو في بحار الفجر يسبح
مع موامسه اللواتي كبَّلوه الى الغواء
نظر الصغير لأمه و الآه منها لا تكفُّ عن العُلاء
فلسطين أمي
فلسطين أمي يا حبيبتنا المقدسة الهواء
يا أمنا لا تحزني ممن رموك هباء
و الله يا أماه أقسم أن تاري ليس عند عدونا
إنما هو عند من خان العروبة في الدماء ~ ..
…بقلمي
التعليقات