تم تحديث المقالة مؤخراً بتاريخ: 18 مايو, 2020
هذه نسخة خفيفة لتعمل على الهواتف الذكية بشكل أسرع ان واجهتك مشاكل بالتصفح, فشاهد النسخة الاصلية للموقع.
كيف أحصل على منحة دراسية في ألمانيا؟ اقرأ المدونة وستجد كافة التفاصيل.
بالمناسبة بعد قراءة هذه المقالة يمكنك قراءة مقالة عن تجربة شخصية لطالب فلسطيني حصل على منحة دراسية في ألمانيا بالتفصيل الممل من هذه المقالة المنح الدراسية في ألمانيا وكل ما يخصها
في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة في ألمانيا يكون الحصول على منحة دراسية أحد الحلول المريحة بالنسبة للطلبة العرب والأجانب. فما هو السبيل الأمثل للحصول على منحة دراسية في ألمانيا؟
يعتبر الحصول على منحة دراسية أحد الهموم التي تشغل الطلاب العرب في ألمانيا، نظرا لارتفاع تكاليف المعيشة. فإضافة إلى تكاليف الحياة اليومية، يضطر الطلبة في بعض الولايات الألمانية، كولاية بريمن وهامبورج و بافاريا، إلى دفع رسوم جامعية فصلية تصل قيمتها إلى حوالي 700 يورو. وتود ماريانا بولاتي المسؤولة عن توزيع المنح الدراسية في جامعة “هومبولد” في برلين لو تمكنت من مساعدة كل طالب على حدة من أصل 28 ألف طالب، لكن هذا أمر مستحيل، لأنها الوحيدة التي تتحمل مسؤولية جمع التبرعات لتمويل المنح الدراسية.
و منذ تطبيق برنامج “منح ألمانيا” في فبراير/ شباط الماضي ازدادت المهام الملقاة على عاتقها، فالبرنامج الجديد يمكن الطالب من الحصول على 300 يورو شهريا لمدة دورتين دراسيتين. نصف قيمة هذه المنحة تتكفل بها الدولة، “والبقية تتكفل بها المعاهد العليا عن طريق التبرعات الخاصة”، كما تقول ماريانا، التي تؤكد في الوقت نفسه على صعوبة العثور على متبرعين ” لقد استطعت في الدورة الصيفية العثور على متبرعين ل 18 منحة، وفي الدورة الشتوية سأجد متبرعين ل 14 منحة فقط.”
المنح الدراسية بالنسبة للطلبة الأجانب
لا تقتصر الصعوبة على العثورعلى متبرعين، بل إن عملية اختيار المستفيدين من هذه المنح يكلف وقتا وجهدا كبيرين. خاصة بالنسبة للطلبة الذين ينحدرون من أوساط اجتماعية فقيرة. لذلك يعتبر تطبيق برنامج المنح الجديد مفيدا بالنسبة لهؤلاء الطلبة. ولا تتوقف عوامل اختيار الطلبة المستفيدين من المنحة على دخلهم أو دخل أهلهم، بل تشمل تفوقهم الدراسي أيضا. ويعني التفوق الدراسي الحصول على علامات دراسية ممتازة.
كما أن هناك ظروفا أخرى قد تشكل عاملا في حصول الطالب على منحة دراسية. فمثلا الطالب الذي يكون مسؤولا عن تربية طفل بالموازاة مع الدراسة أو الطالب الذي يرغب في الحصول على شهادة جامعية في ظروف اجتماعية شديدة الصعوبة، تكون له الحظوظ الأوفر في الحصول على هذه المنحة الدراسية. لذلك حظيت هذه المنح الدراسية باهتمام عدد كبير من الطلبة الأجانب. ففي مرحلة الاختيار الأولى في جامعة هومبولد، تم اختيار طالب أجنبي من كل سبعة طلاب. وقد تقدم العديد من الطلبة الأجانب من تركيا وروسيا وكازاخستان وأوكرانيا وكوريا، فبرنامج ” منحة ألمانيا ” مفتوح في وجه كل الطلبة، بغض النظر عن جنسياتهم، وخلال عملية الاختيار يلاقي الجميع نفس المعاملة، كما تقول ماريانا بولاتي “يعامل الألمان مثل الأجانب في مرحلة الاختيار.”
كيف يحصل الطالب العربي على منحة دراسية؟
بالنسبة للطالب العربي ليست هناك طريقة واحدة أو شروط موحدة للحصول على منحة جامعية في ألمانيا. فالحصول على منحة يتحدد حسب تخصصه الدراسي وحسب الشهادة الجامعية التي يريد الحصول عليها وحسب البلد الذي ينحدر منه. وتتعاون المؤسسة الألمانية لتبادل الخدمات الأكاديمية DAAD مع عدة دول عربية، كما تقول السيدة هاينن من المؤسسة وتضيف: ” لدينا شراكات مع عدة دول عربية وأخص بالذكر شراكة التبادل مع مصر وكذلك مع تونس.”
وبالنسبة للطلبة المبتدئين تتقلص حظوظهم في الحصول على منح دراسية، ذلك أن أغلب المنح الدراسية مخصصة للدراسات العليا والأبحاث الجامعية، بدءا من شهادة الماستر أو الماجستير. ففي المغرب مثلا لا يمكن للطالب المبتدئ أن يحصل على منحة دراسية، فالمنح التي تقدمها المؤسسة الألمانية لتبادل الخدمات الأكاديمية هي فقط للدراسات العليا والحصول على درجة الدكتوراة. ولا توجد أولوية لأي دولة عربية على أخرى أثناء عملية الاختيار كما توضح هاينن وتقول: ” عندما يتقدم الطالب العربي للحصول على منحة، تؤخذ عدة عوامل بين الاعتبار، من بينها المادة التي يدرسها وتخصصه العلمي.” وأقوى العوامل التي تفتح أمامه باب الحصول على منحة هي ” إذا كانت علاماته الدراسية جيدة،” كما تقول هاينن.
برنامج خاص لليمن
أما بالنسبة إلى اليمن فهناك عدة برامج للحصول على منح دراسية. حيث تم تخصيص برنامج منح سنوية للمتقدمين لغرض دراسة الماجستير إذا انعدمت أمامهم إمكانية الحصول على الماجستير في بلادهم ضمن التخصص المرغوب. كما يشترط في المتقدم أن يكون حاصلا على شهادة البكالوريوس وأن لا يتجاوز عمره 32 عاماً. ولا تتجاوز فترة دراسة الماجستير في ألمانيا العامين.
كما أن هناك منحا دراسية تمنحها المؤسسة الألمانية لتبادل الخدمات الأكاديمية DAAD للدراسة في بلد آخر غير ألمانيا، كالأردن ومصر، وهي المنح التي يطلق عليها منح البلد الثالث. وتتيح هذه المنح للخريجين اليمنيين دراسة تخصصات العلوم الطبيعية والهندسية، وعلى وجه الخصوص علوم الكومبيوتر وهندسة المياه والهندسة المدنية والعلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال والمحاسبة والطب. ويتيح هذا النوع من المنح إمكانية الحصول على درجة الماجستير. وبعد اجتياز اختبار أطروحة الماجستير تتاح الإمكانية للطالب للتقدم للحصول على منحة لدراسة الدكتوراه في ألمانيا.
منح المؤسسات الخاصة
غير أن إمكانية الحصول على منحة دراسية لا تقتصر على المنح التي تمنحها المؤسسات الرسمية ومؤسسات التبادل الثقافي، بل هناك العديد من المؤسسات الخاصة داخل ألمانيا تساعد الطلبة الأجانب، إما بشكل كلي من خلال تغطية كل تكاليف الدراسة أو بشكل جزئي من خلال دفع الرسوم الجامعية وتغطية تكاليف السكن، ففي ألمانيا تخصص بعض الأحزاب السياسية منحا للطلبة الأجانب الذين يشاطرونها نفس الاتجاهات الفكرية، مثل مؤسسة “فريدريش إيبرت” المقربة من الحزب الديمقراطي الاشتراكي.
كما يحرص العديد من الكنائس والمؤسسات الدينية على إعطاء منح دراسية للطلبة الأجانب، بغض النظر عن معتقداتهم الدينية. هذا بالإضافة إلى منح دراسية تمنحها مؤسسات اقتصادية خاصة لكبار رجال الأعمال، كمؤسسة “ساويريس” في مصر، التي تقدم منحا دراسية للطلبة المصريين الراغبين في الدراسة في ألمانيا. وعموما يبقى البحث الذاتي عن منحة دراسية الوسيلة المثلى للطالب، إما بالاستعلام المباشر من مكاتب الأجانب التي تخصصها كل الجامعات الألمانية، أو عن طريق الإمكانيات التي يوفرها العديد من المواقع الالكترونية المتخصصة في الدراسة في ألمانيا.
ريم نجمي/ ريشارد فوكس
المصدر: Deutsche Welle