تم تحديث المقالة مؤخراً بتاريخ: 22 يناير, 2019
الفرق بين Fachhochschule و Universität – ما الافضل؟
في كثير من الاحيان نتلقى استفسارات من المقبلين على الدراسة الجامعية في المانيا حول ميزات وفروقات جامعات ال Fachhochschule وال Universität. لذلك قمنا بكتابة هذه المقالة لنزيل الاشكالات ونساعدكم على اتخاذ القرار المناسب لكم.
يشار الى الFachhochschule فيما بعد بالكلية والى الUniversität بالجامعة.
الكلية لم تعد تسمى بالFachhochschule فقط، بل هي تعرف ايضاً بالاسماء التالية:
University of Applied Sciences
Hochschule für angewandte Wissenschaften
(..Hochschule (für ..Technik, Wirtschaft, Sozialwesen
وكذلك هي الجامعة .. المسميات التالية تدل على انها جامعة وليست كلية:
Technische Universität
Universitäten der Bundeswehr
(…Universität (für …angewandte Kunst, Musik, Bodenkultur
حجم الجامعة والكلية:
غالباً ما تكون الجامعة اضخم من الكلية من ناحية عدد طلاب التخصص الواحد والازدحام في قاعات المحاضرات والتخصصات المتوفرة وحجم المكتبة التابعة للجامعة. النشاطات والمجموعات الجامعية والسياسية والثقافية والرياضية متعددة اكثر من الكليات. في المقابل تقدم الكلية امكانية بناء تواصل شخصي بين الطلاب والاساتذة والعمل في مجموعات اثناء المحاضرة والحلقات الدراسية بشكل افضل كون عدد الطلاب متواضع بالنسبة للعدد في الجامعات.
شروط التقديم:
جميع الجامعات الالمانية تطلب من المقدمين شهادة ثانوية عامة ليتمكنوا من الحصول على قبول جامعي. بعض الجامعات والكليات تقبل بدلاً من شهادة الثانوية العامة شهادة تأهيل عالي (hoch qualifizierter Abschluss). عدد قليل من الجامعات يقبل ما يسمى بالfachgebundene Hochschulreife وهي مشابهة لشهادة الثانوية العامة لكن بتخصص معين ولذلك لا يسمح لصاحبها ان يدرس في الجامعة الا في التخصص نفسه او تخصص قريب منه.
الكليات تعطي احتمالات اخرى كذلك:
– شهادة تأهيل للدراسة بجامعات العلوم التطبيقية (Fachhochschulreife) بالاضافة الى تدريب لمدة معينة في ذات التخصص المرغوب
– شهادة تأهيل مهني (Ausbildung) بالاضافة الى خبرة مهنية لا تقل عن ثلاثة سنوات (وفي بعض الحالات: فحص للتصفية)
التخصصات:
بشكل عام نجد جميع المجالات الدراسية في الكلية والجامعة على حد سواء. لكن هناك بعض التخصصات لا تدرس الا في الجامعة الا وهي الحقوق، التعليم، الطب البشري والطب البيطري وطب الاسنان. هناك بعض التخصصات التي تبدوا من اسمها متطابقة لكن عند الاطلاع على المواد الدراسية يتبين ان الكلية تركز على الدراسة التطبيقية والجامعة على الابحاث العلمية.
العملي والنظري:
من المعلومات المنتشرة بشكل واسع ان الكلية تحتوي على جزء عملي اكبر من الجامعات. هذه المعلومة صحيحة. الجامعات تجتهد لتخفيض الفرق الى الحد الادنى لكنها لم تصل الى هدفها بعد وذلك لان الكليات تقدم ما لا يقل عن فصل كامل لاجراء تدريب عملي بينما الاقلية من التخصصات الجامعية تعطي هذا المجال لطلابها وهذا ما يفسر اختلاف عدد الفصول الدراسية بين التخصصات المشابهة في الكلية والجامعة. كذلك من الملحوظ ان الكثير من الكليات تعتمد على نظام دراسي يشابه نظام المدارس من ناحية جداول الفصول الدراسية والتعليم في المحاضرات واللجوء الى العمل في مجموعات اثناء المحاضرات والحلقات الدراسية. يمكن القول بان الكليات بشكل عام منظمة اكثر من الجامعات حيث ان الجامعات تركز اكثر على استقلالية الطالب، لذلك تعطيه حرية اكبر لتنظيم وقته ولتشكيل جدول الفصل واختيار المواد الدراسية لكل فصل. وهذا يعني ان الطالب عليه تحمل مسؤولية اكثر. الجامعات لا زالت تعطي الحيز الاكبر للدراسة النظرية العلمية والابحاث. بعض الشركات تبحث عن اصحاب الخبرة العملية ولذلك تفضل خريج الكلية واخرى تبحث عن اصحاب المعلومات الدقيقة للابحاث العلمية ولذلك تفضل خريج الجامعة.
الشهادة الجامعية:
قانونياً لا يوجد اي فرق بين شهادة البكالوريوس من الكلية او الجامعة، وكذلك شهادة الماستر. كلاهما شهادات تاهل المتخرج للعمل في مجال تخصصه واكمال الدراسات العليا.
تنويه: قوانين الدول العربية قد تختلف عن القوانين الالمانية، عليك التاكد ان كانت شهادات الكلية معترف بها في البلد الذي تريد العمل فيه.
الحصول على درجة الدكتوراة:
جميع الجامعات الالمانية الحكومية تفتح لطلابها مجال الحصول على الدكتوراة – عكس الكليات التي يمنعها القانون من تقديم الدراسات العليا لطلابها. ولكن هناك بعض الكليات في المانيا (Hochschule Coburg على سبيل المثال) وجدت حل بالتعاون مع جامعة المدينة ليتمكن الطالب المسجل في الكلية من الحصول على درجة الدكتوراة وذلك بلا تحويل من كلية الى جامعة (Kooperative Promotion). ان لم تكن كليتك من ضمن الكليات التي تقدم kooperative Promotion بامكانك التحويل من بعد الانتهاء من البكالوريوس او الماستر من كلية الى جامعة. والعكس ممكن بالطبع.
المانيا تشهد نقص في الكوادر المتخصصة كما لم تشهده منذ وقت طويل وهذا لان عدد السكان المتقدمين في السن فاق عدد المواليد الجدد في المانيا والسكان العاملين لا يكفون لتغطية الحاجة للعمالة المتخصصة. هذا يعني ان فرص العمل تزداد وتتحسن بغض النظر عن التخصص. لكن هل يوجد فرق بين فرص العمل لخريجي الكلية وخريجي الجامعة؟ نعم. قبل العام 1999 كان النظام المعتمد في المانيا هو نظام الديبلوم وكان يختلف بشكل كبير بين الجامعة والكلية. مع بداية تطبيق نظام دراسة البكالوريوس والماستر حسب اصلاح بولونا (Bologna-Reform) تم الغاء معظم الفروقات لأن النظام يعتمد على شروط واسس واهداف موحدة لا تفرق بين جامعة او كلية او غيرها. ولكن بقى الفكر السلبي عن ديبلوم الكلية في اذهان بعض اصحاب الشركات والمؤسسات. لذلك نلاحظ ان هنالك شركات ما زالت تفضل خريجي البكالوريوس من الجامعة. ولان العديد من العاملين هم اصحاب شهادات ديبلوم نرى ان الفرق في الرواتب ايضاً لا يزال ملحوظ. الخبراء في هذا المجال يقولون ان الفروقات في الرواتب قد انخفضت ومن المتوقع ان تنخفض اكثر فاكثر مع مرور الوقت وازدياد العاملين الحاملين شهادات البكالوريوس من الكلية والجامعة.
في النهاية نود التنويه ان تعميم الاجابة على السؤال المذكور في عنوان المقالة غير ممكن لانها تتعلق بالتخصص المرغوب واهداف ما بعد دراسة البكالوريوس. قمنا بتوضيح الفرق بين النظامين وتركنا القرار الحاسم لكم، لانكم انتم من يعلم ما هو وضعكم الخاص وما هي ابعاد قراركم.
بعض الاسئلة التي عليك ان تاخذها بعين الاعتبار لتصل الى قرار مناسب:
- في اي مجال اريد ان اعمل بعد انتهائي من الدراسة؟ الابحاث العلمية ام المجالات العملية التطبيقية؟
- هل افضل الحرية في تنظيم الوقت واختيار المواد الدراسية ام احتاج الى سند لتخفيض الضغط والمسؤولية؟
- هل لدي مشكلة ان اكون واحد من مئات الطلاب في قاعات المحاضرات ام لا يهمني الامر؟
- هل اريد العمل والاستقلال في دولة عربية ام اريد البقاء في المانيا او دولة اوروبية؟
نتمنى ان تكون المقالة قد نالت اعجابكم واجابت على جميع استفساراتكم حول هذا الموضوع.